بنعلي لـ "إلباييس": وقف تصدير الغاز الجزائري فرض تقاربا طاقيا بين المغرب وإسبانيا.. والرباط عبّأت 38 في المائة من قدرتها الإنتاجية لمساعدة جنوب إسبانيا عند "الانقطاع الكبير للكهرباء"
كشفت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، أن قرار الجزائر، في سياق أزمتها مع الرباط، سنة 2021 بوقف إمدادات الغاز عبر الخط المغاربي الأوروبي الذي يصل إلى إسبانيا مرورا بالمغرب، فرض تعاونا غير مسبوق بين المملكتين.
وفي حوار مع صحيفة "إلباييس" نُشر اليوم السبت، والذي أجرته الوزيرة بمناسبة مشاركتها رفقة وفد الحكومة المغربية في الاجتماع رفيع المستوى مع نظيرتها الإسبانية في مدريد، كشفت بنعلي أن العلاقات مع إسبانيا تعيش مرحلة انسجام ملحوظة، لعدة أسباب من بينها أن المغرب "يشتغل مع أصدقاء وجيران واعين تماما بالمسؤولية الإقليمية المشتركة بيننا".
وحول رفض الجزائر تجديد عقود خط الغاز المغاربي الأوروبي، أوردت بنعلي أنه توقف عن العمل لبضعة أشهر، لكن بعد ذلك عاد للاشتغال في الاتجاه المعاكس، من الشمال إلى الجنوب، وقالت "أود أن أشكر الحكومة الإسبانية بصدق، وأُبرز جودة علاقتنا منذ 2021، حين أوقفت الجزائر إمدادات الغاز نحو أوروبا قبل أشهر قليلة من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ما فرض علينا التنسيق المشترك".
من ناحية أخرى، ترى بنعلي أن الرهان الأساسي للمغرب لكسر "فخ الدخل المتوسط"، الذي يكبح النمو عند 3 في المائة، هو تطوير طاقة نظيفة ومنخفضة الكلفة، ما سيسمح بالوصول إلى معدل 6 في المائة، وتوضح أن 42 في المائة من الكهرباء المغربية سنة 2023 جاءت من مصادر متجددة، وأن النسبة اليوم بلغت 45 في المائة.
الوزيرة التي توقعت أن تصل تلك النسبة إلى 52 في المائة سنة 2027، أوضحت أن بلوغ أول 40 في المائة كان أصعب مرحلة، وإسبانيا خاضت التجربة نفسها، مشيرة إلى أن الاستثمارات في قطاع الطاقة تضاعفت ثلاث مرات كل سنة منذ 2021، مردفة أن هناك "طفرة استثمارية حقيقية" في قطاع الطاقة، وأن السوق المغربية مفتوحة أمام الشركات الإسبانية، سواء التي تستقر في المغرب أو التي تصدر خدماتها إليه، مشيرة أيضا إلى أن شركات مغربية عدة تشارك كشريك في مشاريع داخل إسبانيا.
وأبرزت بنعلي أهمية خطي الربط الكهربائي البحريين بين البلدين بِطاقة 1400 ميغاواط، مؤكدة أنهما يعملان في الاتجاهين، وأن مشروع الخط الثالث قيد الدراسة، وأوضحت أنه خلال "الانقطاع الكبير للكهرباء" في شبه الجزيرة الإيبيرية يوم 28 أبريل الماضي، عبّأ المغرب 38 في المائة من قدرته الإنتاجية لمساعدة إسبانيا على إعادة تشغيل الشبكة، وهو ما اعتبرته الوزيرة "مصدر اعتزاز".
وكشفت بنعلي أنه "لأول مرة في التاريخ، أصبحت بيننا تجارة ثنائية الاتجاه للكهرباء والغاز"، مضيفة "آمل أن يشمل ذلك مستقبلا المعادن والمواد الأولية"، وأشارت إلى أن الطلب العالمي على المعادن الاستراتيجية، مثل الليثيوم والكوبالت، لن تتم تلبيته دون تطوير قطاع التعدين في إفريقيا وفتح ممرات تجارية نحو أوروبا، معتبرة أن الربط المغربي الإسباني "نقطة محورية" في هذا الاتجاه.





تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :